وطنية

الحملات التطهيرية ترتفع بالمغرب .. وخبير أمني: ضغط الشارع

تضاعفت وتيرة التدخلات الأمنية في الأيام الأخيرة ضد مرتكبي الجريمة في الأحياء والشوارع المغربية، بعد تعليمات من المديرية العامة للأمن الوطني لمصالحها من أجل استتباب الأمن وحماية المواطنين.

وبات واضحا تحرك عناصر الشرطة من أجل مداهمات واعتقالات واسعة، اضطر “رجال الحموشي” في بعض منها إلى استعمال أسلحتهم الوظيفية من أجل ردع المخالفين للقانون ومثيري الهلع والخوف في صفوف المواطنين، اللذين سئموا ترويعهم بالأسلحة البيضاء في واضحة النهار، وهو ما تم التعبير عنه بشكل جدي في حملة “زيرو_كريساج” عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وجاءت مؤخرا خطوة افتتاح مراكز خاصة بالنداءات عبر الخط 19، في مدينتي الرباط وسلا، لتؤكد جدية الجهاز الأمني المغربي في التعامل مع مطالب الشارع بتوفير الأمن، وأيضا الاستجابة لرسائل الملك محمد السادس في خطابه الأخير بمناسبة عيد العرش، التي دعا من خلالها رجال الشرطة إلى “تبني الحزم والصرامة في التعامل مع المجرمين”.

دينامية التحركات التي بصمت عليها الأجهزة الأمنية مؤخرا مردها، حسب الصديق القسطالي الدامون، خبير في الشأن الأمني، ومتقاعد برتبة ضابط شرطة ممتاز من صفوف الأمن الوطني، إلى “الضغط الذي فرضه المواطنون، خاصة المنخرطون في ما بات يعرف بحملة “زيو_كريساج”، المطالبة برفع الشعور بالأمن في الشوارع المغربية”.

وإلى جانب ضغط المواطنين، أضاف الدامون، في تصريح لهسبريس، أن من مسببات رد الفعل الأمني “ارتفاع وتيرة الإجرام وتصاعد حدته بشكل أصبح يهدد أمن واستقرار المواطنين المغاربة، تحت تهديد الأسلحة البيضاء”، وزاد: “هذه الظروف استفزت أعلى المسؤولين في المديرية العامة للأمن الوطني، ودفعتهم إلى التحرك من أجل الاستجابة لمطالب الشارع”.

وأوضح الدامون أن “ارتفاع حجم الحملات التطهيرية في الآونة الأخيرة يأتي بمجهود ومبادرة من طرف مصالح الأمن، التي تتدخل حسب رؤيتها ومراقبتها للوضع الأمني ومؤشرات مستوى العمليات الإجرامية المسجلة”، مؤكدا في السياق ذاته أن “المسؤولين الكبار في المديرية العام للأمن الوطني التي يرأسها الحموشي يراقبون الأوضاع ويعطون التعليمات في هذا الصدد”.

وتعليقا على افتتاح مصالح الأمن الوطني لمراكز استماع خاصة بتلقي نداءات المواطنين، قال المتقاعد برتبة ضابط شرطة ممتاز من صفوف الأمن الوطني إن “العملية مهددة بالفشل بفعل انعدام المسؤولية عند بعض المواطنين، الذين يشوشون على عمل المصالح والخلايا المكلفة باستقبال الشكايات”، مردفا بأن “إطلاق مثل هذه المبادرات يجب أن ترافقها دراسة عميقة وإجراءات موازية، مثل غربلة النداءات الواردة، بغية ضمان أقصى فعالية ممكنة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: